يستفزني كيف تقوم "جهات رسمية" بمنع أو حجب مؤسسة إعلامية (بغض النظر عن موضوعيتها) بتهمة الكذب و/أو التضليل عندما تقوم مثل هذه الجهات بنقل أخبار عن مصادر موثقة (أو غير موثقة إن شئتم)! ويستفزني أكثر أننا نمر على مثل هذا الحدث مرور الكرام !
إن الكولاج الإعلامي الذي نعيش فيه لن يعطينا صورة ذات معنى ما لم يكن ملونا، ملونا بالحقائق والكذب والمبالغة والتسفيه، إن إدعاء إمتلاك الحقيقة هو فاشية، وإدعاء إحتكار الشرعية هو لا شرعية، بل تسلط وديكتاتورية، وإدعاء حماية الوطن من أبناءه هو تعريف للبوليسية!
طبعا أنا أتكلم عن منع الجزيرة من العمل في الضفة الغربية المحتلة، كما كان علينا جميعا التكلم عن منع جريدة الأيام من الصدور في غزة، كما كان علينا كلنا أن نتكلم عندما أسكت صوت هنا وهناك في أرجاء المعمورة، كاتم الصوت الجديد المنمق لا يخجل من إعلان هويته، وأنا أكلت يوم أكل الثور الأبيض.