Sunday, April 6, 2008

اللوح المحفوظ


قبلة سريعة لدى خروجه من الحمام وهو يجفف شعره المبلل بطرف البشكير ...

يقلب القلم، يمسح الكلمة الأخيرة ويكتب:

المنشفة وهي تحمل حقيبتها خارجة إلى العمل ...

كلا ... يضم الورقة بكف يده ويلقيها في الزبالة.

يركض بإتجاه باب السيارة المفتوح، يقفز في الهواء ليسقط متمددا على الكراسي الخلفية ... ويضحك، تسير السيارة، يسأل عن ديانة والده، كما سألته المدرسة في المدرسة، ويتباكى أنه أضاع مصروفه وإضطر أن يكتفي بأكل ما حملته إياه أمه في العلبة الحمراء...

لا؟ يشد الورقة ... يسحبها على الطاولة ليضمها بكف يده ويلقيها في الزبالة.

تستلقي على فراشها (بكامل ملابسها) ويدها تتدلى بسيجارة غير مشتعلة ومبسم قذر من كثرة ما داعبته بإبهامها المسود والمتسخ من شفتيها بطحينة ساندويش الشاورما الأخير، تقبل كتفها المكشوف بشغف وهي تشد على عينيها لتنغلقا أكثر ... ورقة A5 بيضاء بخطوط حبر سوداء جميلة معلقة ببرواز جديد على الحائط.

كلا ... يطوي الورقة ويتركها تسقط في الهواء ... لتستقر في الزبالة.

خمسة عشر دقيقة من الصمت المطبق ... بإستثناء صوت بلعه للعابه، ألم خفيف في الحلق ... ينهض ... يحمل حقيبته، ينظر في المرآة ليتأكد أن لا شيء عالق بين أسنانه ثم يخرج ... يقفل الباب ، يمشي بإتجاه الدرجات القليلة ... يتوقف، يعود أدراجه ... يفتح الباب ... يتوجه إلى غرفته ... يرتمي على الفراش ويستقر وجهه على المخدة...

يضم الشرشف على كف يده ... يرخي الشرشف من بين أصابعه ... يسحب يده على الشرشف إلى طرف الفراش ... يمد ذراعه في الهواء ويتركها لتتدلى.

يخرج لاحقا، يصل مكان عمله، يزيح كوب القهوة القديم بآخر جديد، ويكمل عملا ما لم يكمله أمس.