Tuesday, November 13, 2007

سيان


هبل 1

هل شعرت أبدا أنك تعد أيام، تملأ فراغ بإنتظار مجهول، لن يضيرك إن عرفته أم لم تعرفه؟ يعني هل ستحصل على وظيفة جديدة جيدة؟ وماذا إن كان الأمر كذلك، أو على عكس ذلك، وماذا سيهم حقيقة إن كنت تعمل أم لا؟ فماذا بعد؟ هنا أم في مكان آخر، كنت سعيدا أم تعيسا أو أي شيء آخر، فماذا بعد؟ لديك الكثير من المال لتفعل أي شيء أو معدم ليس لديك ما تأكله ومصاب بسوء التغذية وستموت مساء اليوم بفقر الدم! أو حتى بكامل صحتك وستصاب بنيزك ساقط من السماء يترصدك أنت شخصيا! فماذا بعد؟ هل سيهم حقا إن كان موتك سريعا مريحا أو مؤلم وطويل؟ هل سيهم حقا إن كنت ذو مقام إجتماعي مرموق وينظر إليك على أنك منقذ البشرية، أو البيئة، أو القطط المشردة؟ فماذا بعد، ولماذا !! هل سيهم حقا إن ذهبت إلى الجنة وظللت تأكل التفاح وتشرب النبيذ ولا تسكر! أو تثمل حتى الثمالة ... في الجنة... أهناك فرق؟ أو حتى تظل واققا بالزمن في عذاب مستمر وحرق متجدد لكل ما يمكن أن يحترق فيك ... وهل سيهم إن ذلك في جهنم ... وبئس المصير... أو حتى أنك ستكون فانيا على وجه الإطلاق ولن يكون لك رأي في كل المذكور أعلاه فأنت ببساطة لست موجودا ولا روحك أو أي شيء من هذا القبيل ... بل إنك حتى لا تعرف ذلك!

هل سيكون هناك فرق لو كنت غبيا مشردا في مكان مأهول بلا أحد سواك، لا يعرف عنك فيه أحد، لا تقوم فيه بأي شيء مفيد، أو غير مفيد وستتحول بعدها إلى طعام للسمك يتبرزك لاحقا ولن يتسنى لدارسي المتحجرات معرفة وجودك أو عدمه، هل سيهم لو أكملت دراستك، أو درست في المقام الأول أو درست ولأي حد؟ وبالمناسبة هل سيهم أي السيناريوهات ستكون فيها؟ بغض النظر عن طوله وعدد الجمهور المستمتع به أو ربما الغير مستمتع به! فماذا بعد؟ وإن إستمر بشكل أو بآخر حتى المالانهاية أو بتناسخ الأرواح أو لم يستمر أو بأي شيء تراه مناسبا لإيمانك أو غير مناسب. فماذا بعد؟ هل فرحك أو حزنك سيشكلان فرقا جوهريا في النهاية؟ أو على طول الحكاية اللامنتهية؟

هل الحياة عبثية؟ أم الوجود كله من أساسه عبثي؟ أم أن له حكمه خفية غفلت عنها عندما إنقسمت خليتك الأولى إلى إثنتين وظلات تكرر ذلك حتى الملل ... أو دون ملل ... هل هناك فرق؟ هل هناك فرق حقيقة لو كان الوجود عبثي ... أم لم يكن! لأي شيء نعيش؟ لهدف ما ... ينكر عبثية وجودنا ، بأي مقياس شئت أن تقيسه ! فماذا بعد ، ولأي شيء؟ سواء عرفته أم لم تعرفه.

حسنا، إذا كانت وصلتك فكرة عبثية أو على الأقل لنسمها "فليكنية" وجودك بغض النظر عن تفسيرك له فماذا تعتقد أني سأقترح؟ وهل سيهم؟ ماذا لو إنتحرنا؟ هممم ... وماذا بعد؟ ولم؟ ولم لا؟ هل سيهم؟ سيكون في أحسن الأحوال تغيير جو ! لشيء آخر أو للاشيء. إن شعرت بأن الفكرة وصلتك بوضوح أو وصلتها أنت سالما! كما أراها أنا على أقل تقدير، فسترى أن الأمر لا يهم. ولن تكسب شيئا أو تخسر شيئا على المدى الغير منظور!

حسنا... ما العمل إذا! إذا كان الأمر سيان، في كل الأحوال ومهما حاولت أن تفعل! لن تستطيع عمل شيء فالأمر سيان! إليك الفكرة العبيطة التالية... بإفتراض أنك تحمل قناعة ما بالمذكور أعلاه، فإنه إن كنت تعرف أحدا مقتنع تماما أن كل المكتوب أعلاه خالي من أي شيء ذو معنى أو يقود إلى إستنتاج خاطيء تماما أو أي شيء شبيه فإليك ما ستكون عليه الصورة:
  • حياتك ... أو مماتك... أو وجودك... أو روحك أو أي شيء آخر يتعلق بك وحدك لن يكون ذو قيمة حقيقية لأنه في النهاية ... سيكون ... وبذلك يمكننا القول... فليكن! أو سيكون هناك شيء آخر يعيدنا إلى المربع الأول.
  • الشيء على الجانب الآخر، لا يزال يعتقد لسبب ما بأهمية ما يرتبط به! بغض النظر عن ما هيته! على عكسك تماما، بل أنه سيكون التغيير إلى ما إتفق على تسميته "إلى الأفضل" ذو قيمة لديه، لأنه لا يحمل الفكرة الهبله البسيطة أعلاه.
يمكن الخروج بالإستنتاج الآتي ... إن قيمة الذي نرتبط به، ولنسمها مجازا الحياة أو الوجود لغياب أي مصطلح أعرفه يعبر عنها لدى حامل الفكرة العبثية أو الفليكنية هي صفر! فمهما فعلنا بها أو حصل بها بإراتنا أو دونها فإنه سيكون! وبالتالي لا داعي لنعتبر أنه سيشكل فرقا، لأنه لن يشكل أي فرق.

الفريق الثاني، بالقميص الوردي وبنطال الجينز الازرق، سيكون له تقييم آخر للأمور، فهو أو هي يريد شيء ما يراه حامل للقيمة المرجوة ، للوجود! بغض النظر عن قصر أو بعد النظر الذي يتمتع به الفريق الثاني فإن هناك شيء ما يحمل هذه القيمة المرجوة.

ونصل هنا إلى الإستنتاج، الذي لا قيمة له لدى الفريق الأول طبعا، وهو أنه إن كان هناك شيء له قيمه، فهو في نظر الفريق الثاني فقط!

هبل 1.5

ماذا يمكن أن يفعل الفريق الأول بوجوده؟ بالنسبة له، الأمر سيان! ولكن وجوده قد يكون له قيمة لدى الفريق الثاني، وبالتالي يستطيع الفريق الأول منح قيمة إضافية لوجود الفريق الثاني، ولكن لن يستطيع الفريق الثاني منح قيمة إضافية لوجود الفريق الأول بوجوده (أي الفريق الثاني) وبالتالي، فإن القيمة الوحيدة الموجودة لوجود الفريق الأول هي ملك حصري للفريق الثاني! يمكن الآن رؤية ماذا يمكن أن يفعل الفريق الأول ليكون مفيدا للفريق الثاني، طبعا فقط من وجهة نظر الفريق الثاني، ألا وهو إضافة قيمة إيجابية كما إصطلح عليها الفريق الثاني لوجود الفريق الثاني.


هبل 2


ما هو الحب بين البشر؟ هل تحب أمك و/أو أبوك؟ هل تحبين الشاب الساكن في الدور الأخير في العمارة البعيدة؟ أم هل تحب الفتاة ذات الأثداء المكتنزة التي تبحث عنها في الأدوار الثانوية في الأفلام ذات الإخراج الرديء على القناة المحلية الوحيدة؟ هل تحبون أبناءكم؟ هل تحبون أصدقائكم؟ ما هي هذه العاطفة؟ كيف يكون سلوك حاملها نحو المحمولة إليه أو نحوه؟ طيب، يبدو لي وبناء على الهبل الأول أن الحب هو رغبة المحب في إعطاء قيمة إيجابية لوجود المحبوب! وذلك دون توقع فائدة أو قيمة تعود على المحب، يعني أن كنت تحب والديك، فإنك مستعد لتقديم شيء لهم لأجل إرضاء رغبة لديك بإعطائهم شيئا إيجابيا! ذلك يشمل إسعادهم، ترفيههم، عدم إزعاجهم أو إحزانهم! أفترض أن ذلك ينطبق على المعشوقين و على الأصدقاء، الأبناء والبنات وعلى كل إنسان محبوب من قبل محب . الكره بالمقابل هو الرغبة بسلب قيمة إيجابية من قيمة وجود إنسان، ولنقل أنه ببساطة عكس الحب ولكن لا يساوي غياب الحب. كيف بالله؟

هبل 3.5

إن أفضل ما يمكن أن يقوم به الفريق الأول هو أن يجد مجموعة مستهدفة من الفريق الثاني وأن يحبها، فبختار مثلا أم ، أب، أبناء، أصدقاء، شعب، أتباع ديانة، لون بشرة، طبقة إجتماعية، طبقة إقتصادية، أي شيء! ويضيف قيمة لوجود هذه المجموعة المنتمية للفريق الثاني، لأنها هذه الحالة الوحيدة التي يمكن أن يكون فيها وجود الفريق الأول له قيمة، وإن كان ذلك ليس من وجهة نظر الفريق الأول، بل من وجهة نظر الفريق الثاني ... حصريا!


Monday, October 22, 2007

FaNkuShiYyAt sooq il 3amal !

me: ana ma 7akeet , leanno mish sho3'ol thabet
fa ...
haik
him: ya 7abibi ma fi shogol sabit.....
ila il asad 3al manara
ol ba2i...
kolo bitgaear
7ata alla
sme3it il sani ma bidhom yjadidoolo
o hada il sabit....
daeman bala rateb....
la haik sabet....
sabit makano....
sabit o radi....
sabit... mn sobat....
sabit ...mn sabt...
ol sabt lal yahood...
o ana ma ba7ib il yahood
sami3 bi ma sabit ila wajh il lah?
a... batalnaha hai

ملاحظة: نعتذر عن الحرف اللاتيني والرقم العربي في النص أعلاه، ونستميحكم عذرا كون النص إرتجالي إنفشاشي لا يقبل التصرف.

Saturday, August 25, 2007

أوأوإكسملأردن

OOXML يعني Office Open XML ... صيغة جديدة للملفات يُدّعى أنها تعتمد على XML ... لا جديد حتى الآن، بإستثناء أن يتم العمل على جعلها قياسية (يعني standard) عند جماعة الISO... تبعون الStandard.

ما المشكلة؟

المشكلة وبكل بساطة أنه :
  • هناك صيغة قياسية مفتوحة فعلا وإسمها ODF ... طيب شو المشكلة ... زيادة الخير خيرين [راجع الملاحظة 1]
  • صيغة OOXML مملوكة لشركة مايكروسوفت، يعني بس مايكروسوفت ... بس هي بدها تعملها قياسية، ويصير كل الناس بيفهموا شو اللي فيها، مش سنسكريتي زي .doc الحالي، بعدين إنت ليش زعلان؟ مهو كل الناس شغالة مايكروسوفت [بالله!!!]
  • الصيغة بتعتبر نهاية الإسبوع هي السبت والأحد، خلص هيك، حكي مسكر! [يعني إذا دوامك ببلش السبت، فإنت مش بآخر الإسبوع إجازتك، إنت بنص الإسبوع إجازتك... دبر حالك]
  • الإشي القياسي المطروح، فيو مشاكل في الرزنامة، بيحكيلك شو اليوم اللي بالإسبوع حسب التاريخ على مزاجه، مش بالزبط على مزاجه، بس بيعطيك إياه غلط ! [بشكل قياسي طبعا :)]
  • الإشي هادا، فيو بيانات مش مقروءة للبشر (يعني السنسكريتي تبع .doc)، السؤال ليش؟ عشان يكون متوافق مع الصيغ السابقة ،اللي هي طبعا شو؟ .doc و.xls و.ppt أكيد. بس ما في إشي بالإشي القياسي هادا بيحكيلك شو معنى هالسنسكريتي، عشان هيك بس جماعة واحدة راح يكونو متوافقين مع الصيغ السابقة إللي ما حدا بيفهمها إلا همّه! [إمبارح واليوم وبكرة... ما حدا بيفهمك غيرنا... لأنو إنت بتحكي بلغتنا... إللي ما بيعرفها إلا إحنا، واللي بيحاول يفهم علينا ... بنرفع عليه قضية]
  • الإشي هادا، في إلو توثيق طبعا ... في 6000 صفحة... بس اللي بيضحك إنو التوثيق أبو 6000 صفحة ما بيخليك تعرف تعمل برنامج يتفاهم معو، لأنو قاصر وأشياء كتيرة ما بيحكي عنها. [يعني بيحكيلك إنو في أشياء مش قياسية بيدعمها، ومش راح يحكيلك شو هيه]
  • الأمثلة على الإشي القياسي إللي مبني على الXML القياسية ، ما بتتبع XML بشي عشرة بالمية ، يعني بالعربية 10% مش XML، يعني بالعربي المشربح "مش XML" ! [يعني يا محبي الXML ، ما تفرحوا]
  • هادا الإشي القياسي، ما حطوا الناس إللي نظريا راح يعملولو برامج، ولا إللي راح يستخدموه ولا اللي راح يبيعوه ولا اللي بيدرسوا حول العالم صارلهم سنين كيف وليش ومين أحسن وهيك. لأنو مايكروسوفت عملتوا وهيه اللي بدها يصير قياسي. [بس حدا واحد ممكن يحكي عنو إنو "قياسي" هوه مايكروسوفت وبصيغة المتكلم، لأنو بس على قياسها بيجي، وكسم مايكروسوفت عليه ملكية بيرتفع عليه قضايا وبيسيح دم]
  • عناوين الوصلات الفائقة لازم تكون بالأحرف اللاتينية، يعني إزا عندك وصلة بالعربي أو الصيني على "وثيقة" في ملف، بدك تنساك منها نهائيا. [جد والله!! يعني ما بقدر أعمل إشي زي http://www.example.com/بحث.html]
طبعا هادا الحكي مش من دار أبوي، وأنا مش مسكت هالصيغة وبلشت فيها تحيليل وتمحيص، لأنوا أنا ما بفهم بهادا الإشي ولا شغلي إني أقرر فيو. هادا شغل كل دولة يكون عندها جماعة فهمانين، بيمسكوا هالقصة وبينزلوا فيها ضرب تيبين معهم خيرها من شرها. طبعا أنا شو اللي فلقني ... إنو الأردن فيو لجنة، من الناس الفهمانين المفروض، واللي المفروض يمسكوا هالإشي ويشوفو إذا بيجي على قياسهم. واللي صار إنو هدول الجماعة بعتوا لجماعة الISO إيميل بيقولوا فيو بما معناه "يللا يللا، لازم يصير هادا إشي قياسي ... ركض ... على شو عم تستنوا ... بدكم تناموا عليها لسّة !!! مش معقول تفكروا فيها مرتين! جد!"

اللي صار بالأردن إنو عندهم لجنة؛ بس هاي اللجنة مش لجنة تقنية، عندهم منظمة صناعية إستشارية، ومايكروسوفت عضو فيها! يعني إذا طلع حدا وقال "شكلوا فلان بدو يخوزقنا"، بتقول بسيطة وبتكشف عن قفانا لإلو. (من رسوم ناجي العلي) . الحلو إنو في واحد لتواني من اللجنة التقنية اللي عندهم كونهم بلد أولا وبيحترم حالو ثانيا بيشكك بإنوا هدول الجماعة بيقدروا يحكوا بالحكي أساسا، يعني عندهم فكرة شو إللي عم بيقرروا فيه.

ملاحظة 1: لما يكون في صيغة موحدة قياسية للأشياء، بيكون في عندك إشي واحد لازم تفهموا عشان تتعامل معو، وإذا بدك تغير ، وهادا الإشي معناه إنك كصناعة برمجيات مثلا، في بلد نامي أو بلد مكتمل النمو، مسنن أو تاكين سنانو مش محتاج عشان تدخل السوق وتقدر تنافس إلا إنك تكون فهمان باللي بتشتغل فيه وعندك حد أدنى من الIQ بيسمحلك تفهم إشي واضح ومفصل ومشروح ومدروس ومبرهن، ولما بدك تغير هادا الإشي، بتغيروا للأحسن عشان تمشي ويمشي العالم لقدام، وهادا الإشي بالذات إللي خلا عندنا ترميز واحد للعربي بالكمبيوطر، مش 22 ترميز وخلا إنو بعدها في ترميز واحد لكل لغات العالم مش 25 ألف ترميز، مش من متطلبات دخولك إنك تكون بتفهم إشي مش إنت حاطوا، واللي حاطوا مانعك تفهموا، وإذا فهمتوا بتطلع إرهابي، عم بتروع بالمواطنين الآمنين في ظل مايكروسوفت.

هالحكي من هون: http://www.noooxml.org وطبعا أنا شخصيا مش محايد، وما بحب مايكروسوفت، بس عنجد خلو موضوع موقفي الشخصي منهم على جنب شوي!

Monday, August 20, 2007

المتشائل

كتب إلىّ سعيد أبو النحس المتشائل، قال: أبلغ عني أعجب ما وقع لإنسان منذ عصا موسى، وقيامة عيسى، وانتخاب زوج الليدي بيرد رئيساً على الولايات المتحدة الأميركية" (الفصل الأول من المتشائل)

ما أعجب ما وقع لي :) فأنا ولدت فلسطيني ... قال الشاعر.

"ما حاجتنا للنرجس، ما دمنا فلسطينيين." (أنت منذ الآن غيرك)

حلق شاعر فوق التلال والهضاب، فوجد جماعة من زهور النرجس جوار البحيرة وتحت الشجر تغني مع النسيم وتراقص الوتر. هلا سمحتوا له -أي للشاعر- بأن يكون زهرة، جوار البحيرة وتحت الشجر، ليغني مع النسيم ويراقص الوتر؟ (شيء من شعر وليام وردزورث)

- أبداً! لا يمكن ... فذلك الفضاء له فليطر به كما يشاء وليذهب - طبعا إن شاء - إلى القمر، لكن البحيرة والإشجار والغناء والرقص للنرجس، وللعلم، هذا النرجس غريب، ليس على غرار النرجس "العادي"، هذا له أشواك ؛ لكنها إختيارية، بالرغم من نعومة الأزهار وسلامها، فشوكتها "بتطلع من راسك" كالخازوق تماما، قل له ذلك إن أراد يحط جوار البحيرة وتحت الشجر.

- أهناك ما يمكن له - أي الشاعر- فعله ليتسع له مكان جوار البحيرة وتحت الشجر، ليغني مع النسيم ويراقص الوتر؟

- ليس على حد علمي، أهو نرجسة؟ أله أشواك إختيارية ونعومة وسلام في زهره؟

يعود الراوي ليسأل الشاعر الذي إنزوى في العلية منذ نزهته الأخيرة فوق التلال والهضاب ووجد فيها النرجسات السيئة الذكر. الشاعر لا يجيب ... بتركيز يخيط شيئا على سترته الشتوية ويشرب قليلا من زجاجة ماء معدني ، كأن شرب ماء المطر ما عاد يثيره، بات يفضل التفرج على قطرات المطر تسحل نفسها على زجاج شباكه الصغير في العلية.

صار الأطفال يقفون على برميل فارغ وعلى رؤوس أصابعهم يطلون عليه في العلية وعلى ياقة سترته الجميلة، يهمسون إلى بعض كي لا يلاحظهم
ويشيرون إليه بأصابعهم كأنه لن يراهم. يبتسم دون أن يريهم وجهه، ولدى حلول المساء ورواية الأمهات لقصة جميلة والوحش للصغار وهم شبه نيام، يقف الشاعر عند شباك العلية ، يطل على بحيرة صغيرة فيها زهرة نرجس عادية، يدير ظهره ويتحسس سترته وياقتها ويتحسس نفسه بنشوة ويقول بصوت هادئ "لا داعي، لا داعي للتصفيق".