Monday, August 20, 2007

المتشائل

كتب إلىّ سعيد أبو النحس المتشائل، قال: أبلغ عني أعجب ما وقع لإنسان منذ عصا موسى، وقيامة عيسى، وانتخاب زوج الليدي بيرد رئيساً على الولايات المتحدة الأميركية" (الفصل الأول من المتشائل)

ما أعجب ما وقع لي :) فأنا ولدت فلسطيني ... قال الشاعر.

"ما حاجتنا للنرجس، ما دمنا فلسطينيين." (أنت منذ الآن غيرك)

حلق شاعر فوق التلال والهضاب، فوجد جماعة من زهور النرجس جوار البحيرة وتحت الشجر تغني مع النسيم وتراقص الوتر. هلا سمحتوا له -أي للشاعر- بأن يكون زهرة، جوار البحيرة وتحت الشجر، ليغني مع النسيم ويراقص الوتر؟ (شيء من شعر وليام وردزورث)

- أبداً! لا يمكن ... فذلك الفضاء له فليطر به كما يشاء وليذهب - طبعا إن شاء - إلى القمر، لكن البحيرة والإشجار والغناء والرقص للنرجس، وللعلم، هذا النرجس غريب، ليس على غرار النرجس "العادي"، هذا له أشواك ؛ لكنها إختيارية، بالرغم من نعومة الأزهار وسلامها، فشوكتها "بتطلع من راسك" كالخازوق تماما، قل له ذلك إن أراد يحط جوار البحيرة وتحت الشجر.

- أهناك ما يمكن له - أي الشاعر- فعله ليتسع له مكان جوار البحيرة وتحت الشجر، ليغني مع النسيم ويراقص الوتر؟

- ليس على حد علمي، أهو نرجسة؟ أله أشواك إختيارية ونعومة وسلام في زهره؟

يعود الراوي ليسأل الشاعر الذي إنزوى في العلية منذ نزهته الأخيرة فوق التلال والهضاب ووجد فيها النرجسات السيئة الذكر. الشاعر لا يجيب ... بتركيز يخيط شيئا على سترته الشتوية ويشرب قليلا من زجاجة ماء معدني ، كأن شرب ماء المطر ما عاد يثيره، بات يفضل التفرج على قطرات المطر تسحل نفسها على زجاج شباكه الصغير في العلية.

صار الأطفال يقفون على برميل فارغ وعلى رؤوس أصابعهم يطلون عليه في العلية وعلى ياقة سترته الجميلة، يهمسون إلى بعض كي لا يلاحظهم
ويشيرون إليه بأصابعهم كأنه لن يراهم. يبتسم دون أن يريهم وجهه، ولدى حلول المساء ورواية الأمهات لقصة جميلة والوحش للصغار وهم شبه نيام، يقف الشاعر عند شباك العلية ، يطل على بحيرة صغيرة فيها زهرة نرجس عادية، يدير ظهره ويتحسس سترته وياقتها ويتحسس نفسه بنشوة ويقول بصوت هادئ "لا داعي، لا داعي للتصفيق".

1 comment:

الناطق بلسان الباب الاخر said...

بالنهايه رح نطلع كلنا متشائلين