Thursday, April 29, 2010

هل كان سيكون من الأنسب ...

هل ستصدقني هي إن قلت أنني آت لأحضر ألوانا، تماما كما هي ؟ ألوان ...

لم تبد لي فكرة سديدة، بدت أنها ستبدو كذبة صارخة، تماما كما أن لا شأن لشيء بشيء... وهي الوان لم تكن لي ...

لكن صدقيني كنت سارسمك بها، وهي ليست ألواني... ولكن كنت سأرسمك بها على قماش أبيض مشدود أيضا ... كما قماشتك الملفوفة بالنايلون الشفاف. قماشي بلا طبقة حماية رقيقة كتلك التي تحمي قماشتك من غبار الدكاكين وحبر الأقلام الثائرة على صومعتها البلاستيكية.

أيضا صدقيني أنني لن أرسم وجهك، أو حتى إنحناءات جسدك الذي أجهدته، بقصد أو بغير قصد ... وحرمته الإكتناز.

سأرسمك فيّ أنا،أو لعلي سأرسم نفسي بدونك ... أو سأرسمنا معا ... سأرسم كلامك السريع، الجاف، كالرمل الجاف على شاطئ بحر، لا يلعب فيه الأطفال إلا بذرّه في عيون بعضهم من باب الدناءة، لا يجدي بناء قصر به و حتى دلو رمل مقلوب لن يُخرِجَ منه شكلا مفهوما ! الرمل المرسوم لا يصله مد ولا يتركه جزر، لا يصلح إلا ليُخط عليه كلام ليمسحه نسيم البحر إياه خلال الليل، ويعود به الصبح.

أغفو قليلا وأحلم بحديث عار من الكلام، فقط في الأحلام يمتد المد إلى الرمال المرسومة، أو ينحسر عن صخور صلبة أو نجوم بحر واهنة طرية، أحملها بيدي إلى البحر ... لنسبح.

هل ستصدقينني إن قلت أنني آت لأحضر ألوان، تماما كما أنت ؟ ربما كنت ستصدقين، وتبتسمي وتسألينني بتهكم إن كنت سأخربش بها على الوجوه المارة بعجلة في الشوارع! فأبتسم وأرتبك، وأغير الموضوع وأودعك.

No comments: